حقيقة تعاقد القروي وعيش تونسي والنهضة مع شركات 'لوبيينغ'
أكد قيادي من حزب التيار الديمقراطي في تصريح لموزاييك تقديم الحزب لشكاية جزائية ضد المترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية نبيل القروي متّهما إياه "بالاعتداء على أمن الدولة الخارجي وتبييض أموال وتلقي أحزاب سياسية لأموال من جهات أجنبية وحيازة أموال في الخارج من قبل مقيم وعدم التصريح بممتلكات في الخارج" حسب نصّ الشكاية.
وجاءت هذه الشكاية على خلفية الوثيقة التي تمّ تداولها أمس على مواقع التواصل الاجتماعي وتتعلّق بتعاقد القروي مع شركة (ديكينز ومادسون) الكندية، وهي شركة علاقات عامة وتعبئة ومقرّها كندا تنشط في مجال 'اللوبيينغ' ويديرها 'آري بن ميناش' وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش الإسرائيلي وتاجر سلاح دولي ومستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق لشؤون المخابرات.
وتضمنت وثيقة العقد بنودا تنصّ على تكليف الشركة من قبل نبيل القروي بحملة لفائدته ''هدفها العمل على تنظيم لقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي وشخصيّات سياسية أخرى فاعلة لدعم القروي في الانتخابات الرئاسية''.
الحزب الجمهوري يتفاعل
من جانبه أكّد الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي في تدوينة على صفحته على فايسبوك تعليقا على الوثيقة المنشورة على موقع وزارة العدل الأمريكية بخصوص تعاقد نبيل القروي مع شركة كندية مقيمة بالولايات المتحدة للقيام بحملة ضغط Lobbying بهدف التأثير قبل وأثناء الحملة الانتخابية لمساعدته على الوصول الى رئاسة الجمهورية التونسية مقابل مليون دولار أمريكي ''لن يرضوا أن تتحول الانتخابات إلى أكبر عملية اختراق في تاريخ تونس وسيدافعون عن السيادة الوطنية بكل السبل وسيدعون كل الهيئات والقوى الوطنية إلى تحمل مسؤولياتها لقطع الطريق أمام هؤلاء و محاسبتهم''.
وقال الشابي أن المكتب السياسي للحزب الجمهوري سيتخذ اثر اجتماعه اليوم قرارات بخصوص الخطوات الواجب اتخاذها حول هذا الملف.
'عيش تونسي' و'النهضة' تعاملا كذلك مع اللوبيينغ
وتأتي شكاية التيار الديمقراطي في إطار تحريك القضاء التونسي حول العديد من ملفات الفساد خصوصا أن الوثائق المتداولة بينت تعامل 'حركة النهضة' و 'عيش تونسي' مع هذه اللوبيات الناشطة في الولايات المتحدة.
وقد يبين موقع lobbying.al-monitor.com نقلا عن موقع وزارة العدل الأمريكية تعاملات لحركة النهضة مع شركة لوبيينغ تسمّى 'Burson-Marsteller' المتخصّصة في الاتصال والعلاقات العامة بعقد قيمته 285 ألف دولار في سنة 2014 بهدف تحسين صورتها والقيام باتصالات مع مسؤولين في الدولة الأمريكية إضافة إلى عقد آخر بقيمة 112.500 ألف دولار بمجموع يقدر بـ 397 ألف دولار.
كما بين موقع lobbying.al-monitor.com نقلا عن موقع وزارة العدل الأمريكية تعاقد رئيسة جمعية 'عيش تونسي' ألفة تراس المترشحة للانتخابات التشريعية مع شركة America to Africa Consulting التي تنشط في مجال اللوبيينغ بهدف تعزيز صورتها في الخارج وتنظيم لقاءات مع قادة دول وحكومات وكبار القادة في مجال الأعمال والفكر ورؤساء المؤسسات الإفريقية الكبرى، وتبلغ قيمة العقد 15 ألف دولار شهريا منذ شهر ماي الفارط إلى غاية نهاية شهر أكتوبر الجاري.
القانون الأمريكي يسمح باللوبيينغ
يتردد مصطلح "اللوبيات" كثيرا عند الحديث حول السياسة في أمريكا، وهذه المؤسسات لديها تأثير كبير على صنع القرار في عاصمة القرار العالمي، واشنطن، التي تحتضن مكاتب بالآلاف لتتولى العمل من أجل ترويج الأفكار والطروحات بكل القطاعات.
واللوبي هو عبارة عن "جماعة ضغط" تتولى محاولة التأثير على صناع القرار من أجل تحقيق أهدافها، ولا شك أن ظاهرة "اللوبيات" مثيرة للجدل في السياسة الأمريكية، ولكنها واقع لا يمكن تجاوز تأثيره.
ويقوم عمل شركات اللوبيينغ على تشكيل رأي عام مؤيد لفكرة ما أو معارض لها بشكل يتيح جمع ما يكفي من الأصوات لدعم ذلك الرأي في مراكز القرار مثل الكونغرس.
ويشرّع القانون الأمريكي تعامل شركات الضغط أو ما يعبر باللوبيينغ عبر قوانين خاصة ويفرض وجوبا نشر كل العقود والإفصاح في هذا المجال للعموم على موقع وزارة العدل الأمريكية.
ولذلك تمّ بمقتضى هذا القانون نشر فحوى العقد بين المترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي مع الشركة الكندية.
وتبلغ قيمة العقد حسب الوثيقة مليون دولار، وقد تم دفع قسط أوّل قيمته 250 ألف دولارا والتعهّد بدفع باقي المبلغ وقدره 750 ألف دولارا قبل منتصف شهر أكتوبر الحالي.
موقف هيئة الانتخابات
من جهته أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أنه تم إعلام الهيئة بالوثائق المنشورة في هذا الموضوع، وأن الهيئة ستتثبت من هذه الوثائق وما ورد فيها من معطيات، لمعرفة كيفية تبويبها في صورة صحتها واتخاذ الإجراءات اللازمة.
قناة نسمة تنفي
في المقابل أكدت قناة نسمة التلفزية، في مقال نشرته على صفحتها الرسمية بالفايسبوك، أنّ ما تمّ نشره بخصوص منح القروي مبلغا ماليا هاما قدرة مليون دولار لشخص يدعى شاران قرووال وهو من أصول أفغانية للتوسط له ومساعدته لتأمين مقابلة مع كل من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تندرج في إطار حملات التشويه ضد المترشّح للدور الثاني نبيل القروى.
كريم وناس